بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. وبه أستعين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المرسلين .. وعلى آله وصحبه الغرّ الميامين ..
وبعد؛
تمَّ اختيار اسم (الفَتِيلَة) عنوانا لهذا الموقع الالكتروني -من بين مجموعة من الأسماء المقترحة وقتها- لِما لهُ من دلالة بليغة في درب التنوير، فالعرب تقول (الفتيلة) وتقصد: خيطَ الشمعةِ وخرقةَ المصباحِ التي تشتعل بغرض الإضاءة، وهو المعنى الحقيقي الذي من أجله وضعت هذه الكلمة، لكنها تحتمل مِن حيثُ المجازُ معاني كثيرة منها: النور، التنوير، الدليل، الهداية ، والعلم وغيرها ... التي هي نقيض: الظُّلمة، الظَّلام، الضَّياع، والجَهل عموما، وموقع (الفتيلة) يقصد هذه المعاني كلِّها.
الإدارة:
(الفتيلة) موقع إلكتروني يديره من المملكة المغربية الكاتب راشد هشام، وهو من مواليد 1974م بالدار البيضاء المغرب، باحث في الفكر الإسلامي والعلوم الإنسانية حاصل على شهادة الدكتوراه في الآداب تخصص الفقه وأصوله بميزة مشرف جدا من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، شارك في عدة ندوات وطنية ودولية، له مجموعة من المقالات المنشورة في مجال الفكر الإسلامي والدراسات الدينية باللغتين الفرنسية والعربية، صاحب موقع الفتيلة حيث ينشر أعماله الفكرية والعلمية.
مرحبا بكم في موقع الفتيلة (حيث تنبعث الأفكار وتشتعل الأنوار)
محتوى الموقع:
يعدّ موقع (الفتيلة) فضاءً علمياً وفكرياً يجمع بين وَهَج العقل وصفاء الوجدان، ويسعى أن يكون امتدادا للنور الذي أضاءه أبو حامد الغزالي، فطريق المعرفة التي فتحها حجّة الإسلام ورسّخ معالمها في كتابته المختلفة ومجاهداته في مواجهة خصوم الدين والعقل والحق لم تنتهِ، بل هي اليوم أحوج ما تكون إلى من يأخذ المشعل ويرفع لواء الحق في القضايا المستجدة على هَدْيِ خُطاه، فكل ما ينشر في صفحات موقع (الفتيلة) من دراسات أو مقالات أو ملخصات هو لقاء روحي مع هذا الإمام الذي جمع بين البيان والبرهان والعرفان، بين الفكر والعمل، وبين التأمل والمجاهدة، وهو أيضا استمرار لنهجه القويم في مقاربة القضايا الفكرية المستحدثة، وفهمها على نور من بصيرته وتجربته ومعاينته لطريق السالكين إلى الله.
إن اختيار موقع (الفتيلة) لشخصية أبي حامد الغزالي إنما هو وصال بين الحاضر وتراثنا الأصيل، وانفتاح على نموذج مشرق لأحد أعلامنا الأبرار، الذين كان لهم أثر في الثقافة العربية الإسلامية. نحن نؤمن بأن فكر الإمام أبي حامد الغزالي ما زال قادراً على مخاطبة الناس اليوم، إذا ما قرئ قراءة جديدة واعية، تستنطق دلالاته العميقة، وتكشف عن أبعاده العلمية والفلسفية والروحية، بأسلوب قريب من الفهم بعيد عن عنفوان اللغة القديمة واختياراتها المصطلحية.
غاية (الفتيلة) أن نجعل من علم أبي حامد الغزالي مشكاة يُهتدى بها في مسالك الفكر الإسلامي، وأن ننفتح من خلاله على القضايا الفكرية المعاصرة، مستضيئين بهدي مقاصده في الإجابة عن الإشكالات العلمية والهموم البحثية المطروحة. كما يطمح الموقع أن يكون موردا ينهل منه الباحثون، وعونا لطلبة العلم في تحصيل المعرفة، وهذا الطموح لا يحجب رجاء صاحب الموقع أن تكون (الفتيلة) نورا له في ظلمات القبر، وسببا في الجزاء الأوفى يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
وفي سبيل هذه الغاية، عمدنا إلى تسمية أقسام الموقع بأسماء مستمدة من عناوين كتب الغزالي ومصطلحاته مثل: استثمار، معيار العلم، محك النظر، إحياء، إيمانا منا بأن هذه المفردات ليست مجرد أسماء، بل مفاتيح لمشروع معرفي متكامل صاغه الغزالي ليكون دليلا للعقل والقلب معا، لذلك جاءت على النحو الآتي:
القسم الأول (استثمار النصوص): ويمثل النظام البياني في فكر أبي حامد الغزالي، وهو المعني بفهم النصوص الشرعية وتأويلها واستنباط دلالاتها.
القسم الثاني (معيار العلم وضوابطه): ويمثل النظام البرهاني في فكر أبي حامد الغزالي، حيث تعالج قضايا المعرفة وأدوات البرهان العقلي ومنهجية الاستدلال.
القسم الثالث (إحياء المعرفة): ويمثل النظام العرفاني في بنية الغزالي الفكرية، بما يحمله من أبعاد روحية وأخلاقية في تربية القلب وتزكية النفس.
القسم الرابع (النقد ومحك النظر): ويمثل الجانب التطبيقي الذي تتفاعل فيه الأنظمة المعرفية الثلاثة، وفيه تختبر المناهج وتناقش القضايا بحسب معايير البيان والبرهان والعرفان.
القسم الخامس (تجليات أبي حامد الغزالي): ويعنى بقراءة مؤلفات الغزالي وشرحها وتحليلها، إبرازا لمضامينها وإحياء لسننها المعرفية في الحاضر، مع توفير نسخ إلكترونية منها خدمة للباحثين وطلبة العلم.
وفي الختام، أود التأكيد على أن اهتمامنا بأبي حامد الغزالي لا يعني الانكفاء عليه أو الانغلاق حوله، بل هو منطلقٌ للانفتاح على جهود علماء الإسلام قديما وحديثا، وأساسٌ للحوار مع المفكرين المعاصرين كلّما دعت الحاجة إلى ذلك.
إن (الفتيلة) مشروع يسعى إلى إشعال فتائل لا تنطفئ ما دامت السماوات والأرض، لتبقى الكلمة الصادقة ضوءا، والمعرفة عبادة، والتفكير طريقا إلى الإيمان.
رحم الله أبا حامد الغزالي، ذي البيان، الذي وحّد بين الحِجى والجَنان
بقلم الدكتور هشام راشد